"صوتك بنعس"
قد يكون المستطيل أكثر الأشكال الهندسية التي ترافق توالي الأيام ومللها منذ أن حل الزائر الصغير المتحول (الفيروس). هناك مستطيلات الموت التي تتبارى أمامي على من يُراكم نصيبا أعلى من رسائل التعزية. زارنا الموت بكثافة، موت سريع ومتوالي ومكثف، يتراءى أمامي ويتلاشى بعد أن أخط على الكيبورد إحدى القوالب المعروفة للتعزية: "لروحه السلام"، "عظم الله اجركم"، "فلتبقى ذكراها"، وهلما جرى من جمل مُعدة مسبقا لإشهار وإظهار تضامنك مع الآخر في لحظة الفقدان. هناك أيضا مستطيل رمادي كبير وآخر أسود صغير أتحدث من خلاله مع دوائر الحياة المختلفة: دائرة العمل، ودوائر الأصدقاء، ودوائر العائلة من الصغرى إلى الكبرى، ودائرة أرسمها حول نفسي خوفا من التورط بالآخرين، أشيد على محيطها "سنسله" قصيرة وخطاطيف من الزهر البنفسجي التي تنمو على هياكل "البصل" البارزة. لا يرقد جسدي بمركز الدائرة ولا على مسافة متساوية من محيطها المُزين بالبنفسج، بل يناور بحسب هوية الزائرين. أحيانا أفتح إحدى البوابات وأدخل أحدهم ليرافقني قليلا، قبل ان أكشحه من الفقاعة صارخا في وجهه وهو يغادر "ي...