تبقى الذئاب
تبقى الذئاب
بُرجٌ رماديٌ يحاول التهام المدى،
وطرقٌ لا تزاوج بين أصحاب البلادِ،
وعلمٌ يُرفرف فوق العلمْ،
والعديدُ من الدهاليزِ التي تولّد التوَهان!
والفضاءُ شأنٌ يُمكن تأويلهُ
وخلف النجوم يختبئ الصيادْ.
أهكذا يوصدُ الإنسانُ السماء؟
أيكونُ الأفقُ ميعادُنا مع الموت؟
كيف انقلبت السماء علينا؟
فراغاتُ المدينة تُزخرفها خيوط النُحاس
توحّد الهنا والهناك..
ونحاسٌ يتساقط علينا كالزخاتْ!
يا ابن زيوس وهيرا أتقتلني
لأني من هنا؟
كيف لنا أن ننسى؟
نسينا أن ننسى،
وكلُّ ما هنا يذكُرنا
ونذكره!
أعرف فتاةً رفضتْ أن تهجرَ قلبَها،
كانت تُدندن ترنيمةَ الانفجار
وتصرخ وهي مُلقاةً كساق البامبو:
الهجرانُ خيار المغتربْ
وقرار المتأرجحِ المضطربْ،
لا هجرانَ
لمن أنشدَ الانفجارْ..
كان الحدث وكانَ ما كانَ
ولكن.. لا ملجأَ لي سواكَ
وترنيمتُكَ أحملُها،
يا حبيبي، سأحملها،
وسُنعلّم الدنيا كيف ينبثق من الانفجارِ
ترتيلةٌ تزخرُ بالحياةْ.
في الصورة التي أماميَ
العديدُ من التفاصيل المهملةْ:'
تموجُ شعركَ الذي انحنى للدهرِ،
وعيناكَ اللتان تتلألآنِ عند استحضار الخرافاتْ.
أتذكرُ حين تساءلنا
إذا ما تلعثم النبيُ موسى
وهو معلقٌ بين الضفتين..
سألتُكَ: "ألمْ يقطعِ الصحراءَ ليجد الصحراءْ؟"
قلتَ لي: بلى!
قلتُ لك: وراء كل صحراءٍ.. صحراء!
رددتَ: تمهل! قد يُخبئ القحطُ مئاتَ الذئابْ.
في الصورة التي اماميَ
العديدُ من التفاصيل المتلونة:
بُخارُ السجائرِ الصاعدِ،
والعديدُ من الحكاياتِ
حول زئبقية فلانٍ، وتذبذبات علان،
حول الأرضِ وحمولتِها التي تجذب السماء..
ألمْ يتمرد الكونُ على العدم
وهكذا كان!
أعرفُ رجلاً
لمْ تسعْهُ الدُنيا
لمْ ينطق إلا جنونَهُ
ورحلَ وحيداً.
وأعرفُ رجالاً خذلتْهُمُ الرؤيةَ
فانقلبوا على أنفسِهم،
وها هم يملكون ما يملكون من سلطانٍ
ويعبدون ما يعبدون من آلهةِ الزوالْ!
عجيبةٌ هذه البلادُ التي يموتُ لأجلها منْ ماتَ
ويعيشُ فيها الإسخريوطي باطمئنان!
وتبقى الذئابْ