جنون ليلى!
في مقهى صغير، بجانب حديقة ضيقة وأشجار شاحبة، وجدت ليلى، حبيبتي السابقة. كانت الآن تجلس بجوار طفليها الذين يلعبون بشراسة وغضب، تاركين خلفهم أصواتاً تشبه الاحتجاج. كانوا يعترضون على القوانين التي تمنعهم من اقتطاف الورود المتناثرة في زوايا الحديقة، وعلى قلة الحركة التي يبديها الكبار. يجولون ويمرحون دون لهاث، مع أصوات النهي التي تلاحقهم. "مرحبًا،" قلت لها، وهممت بالجلوس في زاوية المقهى، متظاهرًا بعدم اكتراثي لوجودها. يتحدث جيل اليوم بكثرة عن أهمية إغلاق الدوائر وعن الجرأة المطلوبة لمواجهة بقايا الألم مع الآخرين. يُصرخون أن الإنسان الأخلاقي هو الذي يُجيد إغلاق الدوائر. كان فارس دائمًا يقول لي: "أنا أعلم الحل! اذهب وتحدث وواجه." وكنت دومًا متشككًا في قدرة اللغة على حل العقد. لا أعلم إذا كان هناك دائرة مُغلَقة في حياتنا، فالدائرة تبدو أحيانًا كبيرة ولا تنتهي حتى بموت الجسد. إنها تنتهي فقط عندما يرفض جميع أحفادنا إنجاب المزيد منا، تنتهي فقط في تلك اللحظة التي ينقطع فيها حتى أثرك الجيني الممتد عبر الزمن، أو في تلك اللحظة التي تعود فيها جميع مخلفاتك على الأرض لتصبح غبار. له...