صخرة ومرآة

 

استيقظت لأجد أمامي صخرة ثقيلة، كنت قد خبأت تحتها الكثير من الأحلام، مثل حلمي بإتقان أربع لغات، أو القدرة على الكتابة بصوتٍ مسموع دون تلكؤ أو تردد، دون هلع من أن يكون كل ما أكتبه رديء. تذكرت أن الذي قادني لتلك الصخرة كانت فراشة تضج بالألوان. أقنعتني حينها أن أخبئ أحلامي تحتها، وقالت لي وهي تشاكسني: "الصخرة هذه تحفظ الأسرار أكثر من رفيقٍ أقنعه المحقق أنه لوحده."

أما الآن وقد كبرت قليلاً أو كثيراً، أصبحت هذه الصخرة أثقل وأكبر، تتثاءب مثلي في صباحات يوم الاثنين، وترقص مثلي عندما أختبئ من معمعة العالم وراء بابٍ صلب كان قد طعنه الجنود عدة طعنات. تتراقص الصخرة مثل سلحفاةٍ أتقنت دبكة الدلعونة، وتخجل من رقصتها مثل العروس التي تبذل الكثير من الجهد ألا تقع في حفل زفافها. صخرة تشبه كثيراً أيام الصيف الحار، تلك الأيام التي تذكرك بأنك كوب ماء متحرك، تلك التي تذكرك أن دموعك تنهمر من قدميك أيضًا.
استيقظت لأجد أن الصخرة كانت تُحدث المرآة عني، تقول لها: جميعهم زائدون عن الحاجة، ولكن بالأخص هؤلاء الذين يخشون حفر ما تحتي!

الأكثر قراءة

"صوتك بنعس"

هنا أسجل اعترافي

سؤال الأحياء