هنا أسجل اعترافي
هنا أسجل اعترافي هنا أسجل اعترافي، أنني لم أوقن أن الدلالة أعدّ لها أكثر من هلاك، وأن بالمدينة التي منحت أبناءها ترف العُزلة، لا مكان للشعر الذي يؤكد ببلاهة على الحياة. هنا أسجل اعترافي، أنني خضت صراعاً طاحنا مع امرأة، وأنها أوقفت قلبي مرتين.. مرة حين غدرتنا المسافة، ومرة أخرى حين اقتربت مني حد التماثل. وهنا أخط اعترافًا آخر، أنني لم أعد أكترث لتحول الفصول…ربيع يأتي وأخر يغادر. المسألة لم تكن أبداً بعودة المشابه والمألوف. المسألة كانت دوماً بكل صوت جديد يصدره عصفورٌ ضل طريقه وارتعب... بكل عصفور خلق من رعب الشطط أصوات تستحضر الغياب. ...... وحين سألني المحقق من هم والداك؟ أجبته أنني آدم ابن السماء، سقطت في الهُنا والآن، لأني أردت ببساطة أن أكون إنسان. وأعترف أنني لست حجرًا، لذا حين سأل، عاندت الصمت وأجبت: ماذا تعني لك الحكاية؟ إنها قطعة مؤقّتة مقتطعة من لحم الكون. وماذا تعني لك النهاية؟ أنني لن أخوضها.. نحن لا نخوض موتنا. ماذا تعني لك البداية؟ كل ما لا أعرفه. وماذا تعني لك الأرجوحة؟ فضاء معلق بين خيارات، إناء لا يتشكل ابدا، معطل بين جانبين...