الحبُ هوّةٌ واستحالة
تركتُ بعضاً من الزمنِ على المنفضة، وقلتُ لها: الحبُ هوّةٌ واستحالة. بركانٌ انطفأت حِمَمُه، تاركاً وراءه جذمورٌ وفراغْ. الحبُ تمردُ الوقتِ على الوقتِ، وانتفاضُ الأرجلِ في سيل اللحظات. يدفعنا نحو الهوّةِ دون صراخٍ، يدفعنا نحو رحىً تتلهف طحنَ ما تركناه من لهاثْ لهذا "نقع بالحب"..، ولهذا لا نصعد به. الحب هوّة واستحالةْ، استحالة التوحد مع آخر...واختلاق السراب منه مرآةً لأحلام حين تتحقق تغدو هزلا ًومزاحاْ، والنهاية: خطايا وبكاء! تركتُ بعضاً من الزمنِ على المنفضة، وقلت لها: في الهوّة ما يرغبنا ونرغبه، أليس ما نتوق إليه بحق أنْ يرغبنا شيئٌ ما؟ والحقيقة هي أنه بعد أن نكون، ما يتوق لنا بحقّ هو ألا نكون، وبينهما ثغرة، هي الحياة. الحب هوّة واستحالةْ، "وطنجرة لا تلقى غطاءَها"، الحب هو: "أن تقترب للاكتمال ولكن ألّا تكتمل"، أن يكون الغطاءُ واسعاً بعض الشيء، أو ضئيلا بعضاً آخر، وبين المسافات التي تفصل الحِفاف تكمن قوة الاندفاع. الحب هوّة واستحالةْ، والانسان خطيئةٌ، ولكنّ أكبرَ الخطايا هو ملل الاكتمال!